رأيك يهمنا

تابعنا

Facebook Pagelike Widget

آخر المنشورات

زوار الموقع

  • 0
  • 30
  • 29
  • 373
  • 2٬211
  • 210٬446
  • 20

تصريح الأستاذ الباحث محمد المرابطي حول مدينة بادس الأثرية

تصريح الأستاذ الباحث في التاريخ محمد المرابطي حول مدينة بادس الأثرية، إلى القناة الثانية المغربية.
صرح صباح يوم الاثنين 07 أبريل 2025، على القناة الثانية (2M)، حول الموقع الأثري لمدينة بادس، التي كانت معلمة نموذجية للمدينة الإسلامية الناشئة آنذاك، إلى جانب حواضر أخرى من قبيل نكور أغمات تمدولت .. ضمن جهات المغرب المترامية والواسعة الأطراف.
بادس كانت بالإضافة إلى موقعها الاقتصادي والتجاري البارز في البحر المتوسط في الريف شمال المغرب، جسرا للتلاقح والتبادل العلمي والثقافي والديني، لقربها من مركز قرية أدوز المعروفة بإشعاعها الروحي الصوفي في حوض البحر المتوسط، والأساس لبناء صرح مذهب اهل الجماعة من أصحاب السنة والاقتداء من المذهب المالكي المعتدل؛ الذي قام برعايته سلاطين بني مرين في أرجاء هذه المنطقة، من بادس وأدوز ..

بادس التي انطلقت فيها أشغال البحث والتنقيب الأثري على شكل مجموعات وفرق علمية من المغاربة والأجانب، مثال نموذج المغربي، الأستاذ احمد المكناسي منذ 1952، والذي حل أيضا بحاضرة مدينة النكور خلال عدة مرات. في إطار التنقيب والمسح الاثري.

وتواصلت فيها الأبحاث والاستبارات خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ليتم العثور على لقى ومآثر خزفية ريفية، وبقايا صهاريج مائية، خاصة بعد البحث الذي شمل حاضرة النكور في 1996، ونشرت نتائج هذه الأبحاث في النشرة الأثرية المغربية. وحملت هذه المآثر إلى متحف مدينة تطوان ..

شمل البحث محيط ورباط جنبات وادي بادس من وادي العنصر والكركر من الجهات الأربع، وفي أعلى الجبل جهة الشرق التي تطل على مدينة بادس، التي اعتبرها البعض طاحونة هوائية، والبعض الآخر بقايا لمعالم مسجد منقرض في أعلى مرتفع هذه الهضبة.
أو موقعا يحتمي به السكان، عند الدخول في مواجهة وحرب مع الإسبان، الذين احتلوا جزيرة بادس في 1564، بشكل نهائي والى اليوم، بعد الاحتلال الأول في 1508، الذي طردوا بعده من أرض الجزيرة، على إثر المقاومة الباسلة التي قادها سكان المنطقة ضدهم.

وبعد استقدامهم قوات من جنسيات أوروبية متعددة (ألمان، إيطاليين، برتغال، انجليز …) بلغت في مجموعها ما ينوف عن 14.000 جندي عن طريق البحر، حيث بلغ عدد السفن الحربية من الحجم الكبير 30 سفينة؛ و60 من السفن ذات الحجم المتوسط، وحمل ما يزيد عن 600 من الخيول؛ إضافة الى مختلف الآليات والمعدات الحربية؛ والسلاليم لتسلق جدران جزيرة بادس، التي تمكتوا في الأخير من الدخول إليها واحتلالها بالقوة.

وفي إطار الصراع السياسي الذي كان شديد الاحتدام بين الوطاسيين والسعديين، واستغل هذا الوضع القشتاليون والإيببريون؛ وحلفاؤهم من البرتغال، الذين كانوا ضد استعمار الأتراك العثمانيين لجزيرة بادس.
وبالفعل انتقم الإسبان بعد هذا الاحتلال للجزيرة، الذي رافقه للأسف قصف وتدمير شديدين، للأسواق والمساجد والمدارس، ومختلف الورشات الصناعية، والوحدات التجارية والاجتماعية للمدينة.
ولم يسلم من مدافعهم حتى ضريح أيو يعقوب البادسي الذي لحسن الحظ لا يزال يقبع في صمود، شاهدا على مكر التاريخ، وإدانته لأعمال الاحتلال والتوسع، نظرا لوقوعه في وهدة منخفضة انقذته من بطش القذائف وطلقات المدافع الاسبانية.

ورغم تهديم المدينة من قبل الإسبان ابتداء من القرن 16 الميلادي، والذين حاولوا النزول من الجزيرة واحتلال الأراضي المجاورة، إلا أن أصحاب الأرض من اليطفتيين وبقوية بادروا فورا لتأسيس قرية سنادة لتقوم بدور الجهاد وصد زحف الغزاة، وقد نجح السلطان المولى اسماعيل ايضا في منع الإسبان من بناء حصن عسكري إسباني قريب من اليابسة والجزيرة المغربية المحتلة، وعمل زعيم المقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي على محاولة استرجاعها سنة 1923، بعد محاصرة الجزيرة من الجبال المقابلة لها رفقة المجاهدين، خلال عدة ايام.

رغم الهدم، فقد لعبت أدوارا متقدمة كجزء مهم من التراب المغربي، خلال مختلف العصور والقرون، ابتداء من الموحدين، فالمرينيين والسعديين والعلويين، حيث كانت الميناء الوحيد نحو أوروبا والتبادل الاقتصادي والتجاري، لكل من سلاطين الدولة المركزية المغربية؛ التي كانت عاصمتها فاس قريبة من ميناء مدينة بادس الأثرية، واستمر هذا الدور الاقتصادي والاجتماعي حتى القرون الأخيرة التي سبقت القرن 20.

وفي حق مدينة بادس يقول الشاعر الأندلسي المغربي لسان الدين بن الخطيب، الذي حل بها قادما من عدوة الأندلس، راكبا عباب مياه البحر المتوسط خلال عصر المرينيين :
عسى خطرة الركب بادي العيس * على الهضبة الشماء من قصر بادس
وأغريت نفسي بالعذيب من بادس * على وطن داني الجوار من السوس.
أيضا تقدم بالتصريح في هذا البث التلفزي لقناة دوزيم الثانية، السيد المدير الإقليمي للثقافة بالحسيمة مشكورا، حول أشغال البحث والتنقيب والترميم الأثري التي انطلقت سنة 2018.

منقول من صفحة الأستاذ المرابطي على فيس بوك

التصنيفات

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *