الحمد لله رافع مقام المنتصبين لنفع العباد، الخافضين جناحهم للمستفيد من كل حاضر وباد، والصلاة والسلام على من علمنا ثقافة الشكر والحمد، وعلى آله وصحبه أولي التقى والمجد.
فالشكر للمجلس العلمي المحلي للحسيمة والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية على هذه الالتفاتة التي تكرس ثقافة الاعتراف بالفضل لأهل الفضل؛ من الذين أمضوا حياتهم وبذلوا مهجهم ونفائس أوقاتهم في سبيل نشر العلم والمعرفة.
وأحد المكرمين، هو العلامة الفقيه الأديب أحمد ابن العادل بوقيّور الجَميلي الأشبوني الذي ارتبط اسمه بمسجد الحمراء (جامع الحمرا) -بفرقة بني اشبون من قبيلة بني جميل الصنهاجية بإقليم الحسيمة-، وهذا المسجد لم يكن له ذكر في قائمة المدارس العلمية العتيقة بهذا الإقليم، حتى قَدِم إليه الشيخ بداية الثمانينات من القرن الماضي، متفرغا للتدريس فيه، مرابطا مجاهدا، حيث قسَّم وقته على فئات من الطلبة بصفة منتظمةٍ:
1 . يعلم الصِّغار من الأطفال القراءة والكتابة، وبعض سور القرآن الكريم.
2. يشرف على طلبة القرآن الكريم الذين يفِدون إليه من كل الناطق المجاورة لـ(تصفية اللوح).
3. يدرس طلبة العلوم الشرعية والعربية: النحو والصَّرفَ، والفقهَ، والمنطقَ، والبيانَ، والسَّيرةَ النبوية، وغيرها من العلوم التي كانت تقرأ في المساجد.
استمرّ على هذا الحال ثلاثة عقود ونيف صابرا محتسبا لا يكل ولا يمل، فكل ما يشغله أن يحصل الطالب درسه، وأن يحفظ التلميذ لوحه، وأن يراجع الطالب سوره وأحزابه.
بالإضافة لذلك كانت له أيادي بيضاء في التأطير الديني للساكنة بواسطة: خطبِ الجمعة، ودروسِ الوعظ والإرشاد، والإجابة عن الأسئلة التي تتوجه إليه في مختلف المناسبات.
ويعمل الشيخ حاليًا -أطال الله عمره- عضوًا في الرابطة المحمدية للعلماء، وخطيبًا في مسجد أيت حَدُّو فرقة بني اشبون من قبيلة بني جميل. فجزاه الله خيرًا ونسأل الله تعالى أن يمد في أجله، وأن يرزقه الصحة والعافية.
ولا ننس أن نخص بالشكر الجزيل جماعة مسجد الحمراء، وخاصة المحسنين منهم، الذين احتضنوا طلبة العلم، وآووهم، واقتسموا معهم لقمة خبزهم رغم قلة ذات اليد، فلولا دعمهم الدائم والمستمر لما جلس طالب في هذا المسجد، فرحم الله من قضى نحبه منهم، ورزق الذي ينتظر الصحة والسلامة، ونسأل الله أن يكون أولادهم خير خلف لخير سلف.
بواسطة: الرّيف العالِمة
0 تعليق