هو: الإمام الفقيه الفاضل العالم العامل العمدة الكامل؛ أبو إبراهيم إسحاق بن يحيى بن مطهر الورياغلي المعروف بالأعرج؛ لأنه خرج عليه اللصوص ليلًا في مسجد من بلاد صدْراته حين قراءته فيها؛ فأصيبت رجله، فعرج منها عرجا شديدًا.
وقد وقفت على وثيقة تفيد بأنه من الشرفاء الريفيين (وهي تحتاج إلى تدقيق فاسم المترجَم مختلف عمّا ورد فيها). ونصها: “إبراهيم الأعرج – العالم المشهور بالمغرب، كان ساكنا بجبل احمام (جبل عمال) ومنه تناسل الشرفاء الريفيون ببني ورياغل كان ساكنا بسبتة فارتحل إلى الريف وسكن جبل احمام (جبل عمال) بين وادي غيس ووادي النكور- بن أحمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد بن ياسين -وفي نسخة: ياسون- بن محمد بن عبد السلام بن مشيش -صاحب الجبل المعروف بجبل العلم بقبيلة الأخماس- بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن علي بن عيسى بن سلام بن مزوار بن حيدرة بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس بن إدريس صاحب زرهون بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته إلى يوم الدين”.
أخذ عن أبي محمد صالح الهسكوري وغيره. من فقهاء المدونة ومحققيها، وكان آية فيها. له عليها طرر سماها: “الطرر على المدونة”. جمع الدكتور أحمد الفقيري كتابًا أسماه: “إسحاق بن مطهر الورياغلي وجهوده في خدمة المذهب المالكي من خلال طرره“.
أخذ عنه: أبو الحسن الزرويلي، وإسحاق بن الزمورى، وجماعة.
وقد وردت تحليته في المقصد الشريف بـ”الفقيه الأشهر، السراج الأزهر، العلامة الأطهر …. وهو أوحد زمانه في الفقه والسخاء، وأحفظ خلق الله لأسباب الإخاء، ما لان جانبه قط لسلطان، ولا تعلق جاهه منه بأستبطان، ولا عدم منه ضعيف موالاة إشفاق، ولا شاهد منه قويٌّ وجهَ نفاق. وكان قليل المِنّة، شديد المُنّة، وقد قيل: إن التصوف مِنَّة ومُنَّة، ووقع بينه وبين معاصريه من فقهاء فاس منازعة في مسألة فقهية كان الصواب فيها قائده، والإصابة رائده؛ فتحزب طلبة البربر في ذلك فرقًا، ورشحوا للمعاندة عرقًا، فشغب على الطلبة عند السلطان. وقيل له: إن طلبة البربر يريدون المخالفة على السلطان لكثرة عنادهم واستطالة ألسنتهم، فأمر السلطان يعقوب بن عبد الحق بنفي الفقهاء وفيهم إسحاق وأبو يعقوب المحساني وأبو عبد الله بن عمران، فتناول الشرطي إخراجهم فأرى الله فيهم البرهان. وكان الذي تولى كبره منهم يعرف بابن العطور، فصار يأكل من لحم أجنابه حتى مات فبلغ الخبر إلى السلطان فأمر بردهم وصار السلطان بعد ذلك يعظمهم…”.
توفي بفاس ودفن خارج باب الجيسة سنة 683هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمته في: المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف (ص110-111) برنامج التجيبي (ص268)؛ ودرة الحجال (1/207)؛ ونيل الابتهاج (1/146)؛ وكفاية المحتاج (1/176)؛ وجذوة الاقتباس (1/184).
إن المخطوط الذي نقلت منه نفس المخطوط الذي وقف عليه الأستاذ أحمد البوعياشي ونقل منه في كتابه حرب الريف التحريرية (1/ 226)