رأيك يهمنا

تابعنا

Facebook Pagelike Widget

آخر المنشورات

زوار الموقع

  • 0
  • 0
  • 27
  • 0
  • 0
  • 186٬620
  • 474

زهيلة / سهيلة بقبيلة إبقّوين

زهيلة، من أسماء الأعلام الجغرافية القديمة التي وصلت إلينا على الأقل من القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي زمن أوج مدينة بادس عاصمة ساحل الريف الأوسط، فإلى عهد المؤرخ ابن خلدون (ت808هـ) الذي تحدَّث عن زهيلة، يذكر أنها تقع بنواحي بادس وهي مندرجة في غمارة، وتشكل أحد بطون قبيلة نفزة الأمازيغية حيث قال: (6 / 152): «وأما زهيلة فبقيتهم لهذا العهد بنواحي بادس مندرجون في غمارة وكان منهم لعهد مشيختنا أبو يعقوب البادسي أكبر الأولياء وآخرهم بالمغرب».
اسم “زهيلة” أصبح “اسهيلة” التي لا تزال تحمل اسم مدشر على الحدود الجنوبية لقبيلة “إبقُّويَن”، بمحاذاة قبيلتي أيت ورياغل شرقًا وأيت يطفت غربًا، تنتمي إداريًا إلى جماعة وقيادة الرواضي. ساكنتها هم “إسهيلن”. والتماس الرابط بين “اسهيلة” و”زهيلة”، والتحوير الذي وقع في كلمة “زهيلة” حتى صارت “اسهيلة” لن يكلف كثير عناء فالحرفان غير مختلفان، فهما من مجموعة الأصوات الأسلية كما يسميها اللغويون، وكلاهما حرفان ذا صوت رخو، إلا أن الزاي رخو مجهور، والسين رخو مهموسة ولكثير تشابه صويهما إلى حد التطابق بين الحرفين ينعت أحدهما بالآخر ويسمى السين الزائية والزاي السينية.
إذن فاسم «اسهيلة» الحالية هو «زهيلة» القديمة، «زهيلة» البادية التي ينتمي إليها العديد من العلماء والفقهاء والقضاة والصلحاء وتجار مدينة بادس زمن أوج ازدهارها وسطوع نجمها، الذين ساهموا بدورهم، في ذاك الازدهار. منهم أولئك الذين ذكرهم عبد الحق بن إسماعيل البادسي في «المقصد الشريف»، والقاضي أبو محمد عبد الله الأوربي في «الوسيلة الى المرغوب في كرامات المولى أبي يعقوب» أثناء عرض ترجمته لأشهر أولئك المنتمين إلى زهيلة، والذي قال عنه: إنه الولي العارف العالم المتقطع الله تعالى، قطب زمانه ونسيج وحده وشيخ أوانه. فالولي الصالح يوسف بن محمد بن عبد الله الزهيلي المزداد ببادس عام 640هـ وبها توفي عام 734هـ، لم تنقطع علاقته بالبادية التي ينتسب إليها وهي «زهيلة»، فمنها تزوج ابنة خالته السيدة الزهراء، وإليها كان يخرج أبوه بين فترة وأخرى؛ فهذه أم يوسف تنقل إلى ابنها عودة أبيه من البادية والذي أخبرها بحالة الزرع اليابس في أكمامه من شدة الحر وقلة المطر، ورحيل الناس عن الريف بسبب ذلك، ساعية إليه أن يرغب من الفقراء المرابطين معة برابطة البحر ببادس الدعاء لله بأن يلطف بعباده وبهيمته وينشر رحمته وينزل الغيث.
ومن زهيلة البادية قدم الخلق الكثير من الصلحاء والفقراء والطلبة إلى بادس برسم رؤية أبي يعقوب البادسي الزهيلي والسلام عليه قبل خروجه صوب المشرق للحج، ومنهم من رافقه إلى أن وصل إلى إزمورا. وللشيخ الولي أبي يعقوب يوسف أخ، وهو الصالح السادس والأربعون (46) من «المقصد الشريف»، إنه الشيخ الحاج أحمد بن محمد بن عبد الله ابن الغماز، الذي أقام بمكة سنين متكسبًا بالخياطة، وقد حج اثنتي عشرة حجة إلى أن توفي بمكة وبها دفن.
وإلى بادية “زهيلة” ذاتها ينتمي قاضي قصر كتامة على عهد الموحدين، المعز بن منصور الزهيلي المكنى بأبي تميم.
فعلاوة على هذين الأخوين الصالحين اللذين ذاع صيتهما مغربًا ومشرقًا، وعلى القاضي أبي تميم باعث قصر كتامة على عهد الموحدين المنتمين إلى «زهيلة»، ذكر عبد الحق بن إسماعيل البادسي صلحاء وفقهاء آخرين ينتمون إلى زهيلة، كالشيخ أحمد بن يحيى بن سعيد الزهيلي، وهو الصالح الثالث والأربعون (43) من صلحاء البادسي والذي سبق له أن عبر إلى الأندلس غازيًا. والشيخ علي بن محمد الزهيلي المعروف بالنعجة إمام مسجد المقبرة ببادس، الذي كان يمارس التجارة إلى جانب الإمامة، حيث كان يمتلك حانوتًا بسوق بادس يبيع بها الأثواب. وابنه الشيخ الصالح إبراهيم بن علي بن محمد بن النعجة الزهيلي. والشيخ الصالح الحاج الحسن البادسي الزهيلي. وعبد الله بن محمد بن موسى الزهيلي وغيرهم من الزهيليين المنتسبين لـ«زهيلة» أو «سهيلة» الحالية. وقد وقفتُ مؤخرًا على مخطوط في بيان “معنى البسملة وإعرابها» للعلامة عبد الله بن محمد الزهيلي.
إذن هذه هي «اسهيلة» أو «زهيلة» التي انتمي إليها العديد من الذين ساهموا في صنع مجد مدينة بادس وسطوع نجمها إن على المستوى الاقتصادي أو العلمي خلال فترة تاريخية. كما أن العديد من السلالات المستقرة حاليا بقبيلة «إبقوين» تتناقل أبًا عن جد مرورها خلال زهيلة زمن ازدهارها، ونزولها إبان فترة زمنية بالقرب من ثران الزعري» بهذا التجمع السكني أو ذلك والتي لم يبق منها حاليا سوى ركام أحجار، وأنه لا تزال بمدشر أيت شعيب المحاذي لـ«اسهيلة» الحالية فرقة أولاد الشيخ أحمد علي التي تذكر الساكنة أن أبا يعقوب البادسي الزهيلي ينحدر منها. مختصر – مع بعض الإضافات – من مقال للباحث عبد العزيز طليح، منشور في صحيفة أصوات الريف عدد 16.
أصوات الريف

أصوات الريف

التصنيفات

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *