رأيك يهمنا

تابعنا

Facebook Pagelike Widget

آخر المنشورات

زوار الموقع

  • 0
  • 0
  • 38
  • 0
  • 0
  • 186٬620
  • 218

[8] الأديب الفقيه ابن خبازة الخطابي (ت637هـ)

هو: الأديب الشاعر الفقيه المفتي المحدث ميمون بن علي بن عبد الخالق ابن خبازة الخطابي. وبنو خطاب من صنهاجة الريف. يكنى بأبي عمرو، وكناه ابن الأبار بأبي سعيد. ويلقب بابن خبازة نسبة إلى خاله وملازمته له.

وردت تحليتُه في “مفاخر البربر” بـ”الشيخ الصالح الصوفي المفتي المحدث أبو عمر ابن ميمون بن خطاب. رأيت بخطه جوابًا لمن سأله عن اسمه ونسبه؟ فقال: أنا ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي…”.

طلبه للعلم: أخذ بفاس عن جده لأمه علي بن مهدي القيْسي، وأبي الحسن بن حرزهم (ابن حرازم)، وابن دبوس، وأبي محمد عبد العزيز بن علي بن زيدان. وقرأ بسبتة على ابن عبيد الله الحجري وسمع عليه الموطأ والبخاري وكتب السنن، وقرأ الرسالة القشيرية بها أيضًا على أبي الصّبر أيوب بن عبد الله الفهري. وكانت له رحلة إلى الأندلس فروى بها: عن أبي الحجاج ابن الشيخ البلوي، وأبي محمد عبد المجيد القرطبي. وقرأ على الفقيه ابن سمحون الهلالي بالمنكب. وعلى أبي نصر فتح الله بن محمد التلمساني وابن حسون ببياسة. وعلى ابن عبد المؤمن المعافري بمالقة وسمع بها أيضًا خمسة أجزاء من تأليف أبي الربيع الكلاعي على مؤلفه. وعلى أقران ابن كوْثَر وأصحابه في غرناطة. وعلى الفقيه ابن عات بشاطبة. وعلى الحافظ ابن عمر علي بن أحمد بن محمد شارح الموطأ بواد آش. وعلى صاحِبه ابن خلفون بطلَبَـيْـرَة. وختم على الفقيه القاضي أبي محمد بن حوط الله بمُرسِية. وممن أخذ عنه: أبو عبد الله ابن أحمد الرندي، وابن عبد المنعم اللواتي، وأبو عمران بن أبي الحسن، وأبو القاسم بن عمران. وغيرهم.

اشتغل بعلوم اللغة والأدب حتى برع فيها، ثمّ تعاطى قرض الشعر فأجاده، فأصبح أديبًا شاعرًا مفلقًا من أكبر أعاجيب الدهر في سرعة البديهة، ناظمًا أو ناثرًا، مع الإجادة التي لا يجارى فيها، والتفنن في أساليب الكلام، على اختلاف طرائق الناس بحسب بلادهم المتنازحة. جيد الخط، قوي الأعضاء، معتدل التركيب، متمكن الصحة، جهوري الصوت، وافر المنة وهو قد جاوز التسعين، ذا مشاركة حسنة في علم الكلام وأصول الفقه، تطور كثيرًا وتنسّك وتصوّف وقتًا، ووعظ وتلقي وعظه بالقبول، وعارض ابن الجوزي في بعض فصوله فأجاد.

جمع تلميذه أبو الحسن الرعيني أمداحه – في أبي العلاء ابن المنصور- فبلغت ثلاثة مجلدات ضخمة.

قال ابن عبد الملك المراكشي في شعر ابن خبازة الذي رَثى به الفقيه ابن الجد: إنه “من النّمط العالي، والطراز الكامل الحسن الغالي…”. وقال أيضًا: وقد رأيت قصيدته البارعة التي نظمها في مدح سيد البشر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وسماها (الميمونية) ليعزز جمال الرائق بكمال الفائق، ويعدل عن مجازات المجازات إلى حقائق الحقائق، نفع الله ناظمها وراسمها ومنشدها ومستجيدها وسامعها ومستعيدها.

ومن المهام التي أسندت له بأخَرَه، خطة حسبة السوق في مراكش.

وفاته: أدركته منيته وهو في رباط الفتح كما ذكر ابن الأبّار. وذكر ابن عبد الملك المراكشي أن وفاته كانت بسلا صدر سنة سبع وثلاثين وستمئة وبها دفن؛ يعرف قبره اليوم بسيدي الخباز عند الباب المعروف بهذا الاسم، كما ذكر المرحوم العلامة محمد بنشريفة.

(*) ترجمته وأخباره وأشعاره في: تحفة القادم (ص219)، ورايات المبرزين وغايات المميزين (ص72-73)، والذيل والتكملة (5/295-318)، وجذوة الاقتباس (ص309)، وأزهار الرياض (2/379-392) ومفاخر البربر (ص159-162). ورسالة المغرب السنة 6 عدد 4.

التصنيفات

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *