أدوز باللسان الأمازيغي: المكان المرتفع.
أدوز الريف؛ قرية عتيقة بأراضي قبيلة بقيوة. تحتضن هذه القرية مسجدًا تاريخيًا أسِّس في القرن السادس الهجري على يد أبي الحسن المريني، وهو رابع أشهر وأقدم مسجد في بلاد الريف بعد مسجد أيت بويعقوب بتمسمان، ومسجد مسطاسة ببني جميل، وهما النموذجان المتبقيان ببلاد الريف، أما مسجد أيت بويعقوب فقد دمّره المحتل الإسباني في العقد الثاني من القرن الماضي، حيث كان ملجأ ومأوى للمجاهدين الريفيين.
وبأدوز أسس الحاج حسون الأدوزي رابطته التي أصبحت المركز الرئيس يقصده طلبة العلم من مختلف مناطق المغرب لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتعلم القراءات ودراسة العلوم العربية والشرعية. وتمكن تلاميذه وخلفاؤه من رعاية الحركة العلمية وتأسيس فروع لها بالمنطقة.
ومن حفدة الشيخ المؤسس “الفقيه الأجل العالم القاضي محبنا السيد محمد بن عبد الحق حفيد الولي الصالح البركة سيدي الحاج حسون القاطن بزاوية أدوز من قبيلة بقيوة…” كما ورد في ظهير مؤرخ بتاريخ 23 صفر 1174هـ.
ومن العلماء الذين تولوا التَّدريس بها: الفقيه النوازلي علي بن عبد السلام الخمليشي الترجيستي (ت1365هـ) قبل أن يتولى مهمّة قاضي القضاة بالحسيمة.
ومن الطلبة الوافدين على المنطقة لتعلُّم القراءات القرآنية والعلوم الشرعية أبو شعيب الدكالي حيث “توجه إلى الريف المغربي، وبقي هناك مدة سنتين، يزاول دروس القراءات، والحديث، والفقه”.
وفي عهد الأمير ابن عبد الكريم الخطابي وبحكم اهتمامه بالتربية والتعليم أسس إلى جانب الرابطة مدرسة تهتم بالتعليم العصري، وأشرف على إعداد مناهجها، وجلب لها المدرسين من المغرب وخارجه ليساهموا في النهضة العلمية الحديثة التي رسمها وخطط لها ونفذها الأمير في الريف.
ومدرسة أدوز إحدى المدارس الثلاث التي تعتمد في تدريسها على المناهج الحديثة والجديدة بل وأشرف على إدارتها ورعايتها الأمير بنفسه، وعين الفقيه محمد مشبال – أحد علماء قبائل غمارة – مديرًا عليها ويتسلم راتبًا قدره 1000 بيزيتا، وهو راتب عال جدًّا في ذلك الوقت.
من أعلام أدوز؛ الحاج ابن عبد الحليم الأدوزي؛ أحد تلاميذ أبي داود التمسماني (ت578هـ) وبها زاويته المشهورة.
وشيخ المشايخ بالريف الولي الصالح الحاج حسون الأدوزي الذي ألَّف في مناقبه أبو الحسن علي المراكشي كتابًا سماه: “كشف النقاب في مناقب الشيخ الأواب الحاج حسون المبين فضله على من أناب وقد صحت لدى كل صادق ومن تاب”.
وهناك مجموعة من الظهائر توصي العمال والولاة بحفدة الحاج حسون خيرًا، ومنها ظهيرٌ صادرٌ عن المولى عبد الرحمن بن هشام مؤرخ بتاريخ 12 ربيع الأنوار عام 1282هـ جاء فيه: “الحمد لله وصلى الله على مولانا محمد وآله وصحبه. يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره وأطلع في فلك السعادة شمسه المنيرة وبدره، أننا بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته جددنا لحملته المتمسكين بالله المرابطين أهل زاوية أدوز بقبيلة بقيوة حكم ما بأيديهم من ظهائر أسلافنا الكرام قدس الله أرواحهم في دار السلام وأقررناهم على ما عهد لهم من التوقير والاحترام، والبرور والإنعام، والرعي الجميل المستدام، والتنزيه عما يطالب به العوام، فلا سبيل لمن يخرق عليهم عادة، أو يحدث في أمرهم نقصًا ولا زيادة، تجديدًا تام الرسم، نافذ الحكم، حسب الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه ولا يتعداه”. صدر به أمرنا المعتز بالله في 12 ربيع الأنوار عام 1282هـ”.
وهناك أَدُوز بسوس: وهي قبيلة بقرية إدَاوْلْتِيت بأرض إدَاوْ بَعْقيل في جبال الأطلس الصغير على الطريق الممتدة من مدينة تيزنيت إلى أنزي. وقد أنجبت كثيرًا من العلماء خاصة من أسرة اليعقوبيين الأدوزيين، وأسسوا مدرسة علمية سميت باسمه. وسميت أدوز سوس بهذا الاسم مطلع القرن الثاني عشر الهجري عندما انتقل إليها جد الشرفاء اليعقوبيين.
ينظر: المقصد الشريف (ص63)، وحرب الريف التحريرية ومراحل النضال (1/165-166)، ومعلمة المغرب (ص286- أدوز)، والريف قبل الحماية (ص220، و236) وإبقوين قبيلة من الريف المغربي (ص164)، ومنطقة الحسيمة عبر التاريخ (1/ 58- 59)، ومقدمة كتاب: رسالة في بيان حكم صلاة الجمعة بمسجد لم يتصل بالبنيان. نظم الدرر واللآلي في ترجمة أبي شعيب الدكالي، محمد عز الدين المعيار الإدريسي. دعوة الحق، العدد 294 جمادى 1-جمادى 2/ نونبر- دجنبر 1992م. ومقال: أشرف بلعلي رئيس نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، الذي نشر في جريدة ألتبريس. ويكيبيديا (زاوية أدوز).
0 تعليق